الأسير حمزة الطقطوق.. عاشق تراب الوطن الذي ثأر لهدى غالية
كالشجرة الشامخة واثق بنفسه، يتحدث بكل فخر عن ابنه، غير مكترث لطول سنين البعاد بينهما ولا يملك إلا الصبر والتوكل على الله والدعاء.. إنه الحاج صالح الطقطوق (أبو العبد)، والد الأسير حمزه الطقطوق (27 عامًا) من مدينة نابلس، عندما تنظر إليه ترى فيه الشباب النضر الطيب، الذي لا زال متمسكا بالقضية، ولا تجد في وجهه إلا الأمل والتفاؤل، حتى أن بسمته عندما يذكر اسم حمزة تملأ وجهه، ولا يظهر إلا الابتهاج والفرح الممزوجين بشوق الانتظار وأمل الخروج والتحرر.
يتحدث أبو العبد لمركز "أحرار" لدراسات الأسرى وحقوق الإنسان، عن حمزة... الشاب الذي أصر على النضال والكفاح منذ صغره، فكان يحب صحبة المقاومين ويحب التجول في البلدة القديمة منبع المقاومة في مدينة نابلس، وكان دائما يتابع الأخبار في التلفاز، ليرى ماذا يحدث على صعيد الأراضي الفلسطينية.
هدى غالية وقرار الثأر والخطف
ذات مرة رأى حمزة عائلة هدى غالية، التي قتل الاحتلال الصهيوني جميع أفراد عائلتها، على شاطئ غزة، ولم يبقى إلا هي، فصعق من الحادثة وقرر حينها أن يثأر لها.
ذهب حمزة برفقة اثنين من رفاقه، وكان حينها لم يتجاوز عمره 17 عاما، وقاموا بخطف مستوطن من مغتصبة قرب نابلس، واصطحبوه إلى مدينة رام الله، حيث قاموا بقتله هناك، وكان همهم الأول والأخير التخفيف على قطاع غزة في ذلك الحين، حيث كان الاحتلال يقصف الإنسان والحجر والشجر ولم يسلم من عدوانه في غزة أحد.
وقام حمزة بإرسال فاكس إلى قطاع غزة، يقول فيه بأنه تم أسر مستوطن صهيوني وتم نشره على التلفاز، فانتبهت السلطات الصهيونية للعنوان، وانطلقت فورا للمكان، واعتقلت حمزة واثنين من الذين كانوا معه.
التحقيق القاسي والحكم بالمؤبد مرتين
يكمل أبو العبد حديثه لـ"أحرار"، "بعد تحقيق أقسى من القاسي عانى منه حمزة في المسكوبية، استمر 90 يوما، أدخل الطقطوق للمحكمة، ليحكم مؤبدين بتهمة قتل مستوطن، وليقوم والد حمزة الحاج صالح (أبو العبد)، ويقول للقاضي:"اسمح لي بكلمة... أنت حمار)، فأمر القاضي الشرطة بإخراجه خارج المحكمة.
ويضيف أبو العبد:" "كنت أعلم ماذا يفعل ابني حمزة خطوة بخطوة، وكان دائما يطلعني على أنشطته، حتى إنني ذات يوم وفي الانتفاضة الثانية منعته من الخروج فقال لي:" إذا لم تسمح لي بالخروج من الباب سأخرج من الشباك"، لشدة حرصه على أن يبقى في الميدان رغم صغر سنه".
ويكمل والد الأسير الذي يزور ابنه كل سنتين مرة فقط،"أنا سعيد بحمزة، لقد حفظ من القرآن وأصبح محافظا على صلواته وينبه إخوانه الأسرى، وإنني قد رأيت أن معنوياته داخل السجن أقوى بكثير منها خارج السجن، وأنا أحمد الله على هذه النعم".
من جهته قال فؤاد الخفش مدير مركز أحرار لحقوق الإنسان إن حمزة الطقطوق مثال للشباب الفلسطيني الثائر الذي عشق تراب هذا الوطن والذي قدم زهرة شبابه دفاعا عن شعبه يجب أن يتم تكريمهم وتسليط الأضواء عليهم .
مطالبا الجهات المختصة بتسليط الأضواء على جميع أصحاب المحكومات العالية المؤبده والعمل بكل الطرق من أجل تأمين الإفراج عنهم
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية